انطلق مشرع معاً للتبادل
الشبابي في بريطانيا نهاية شهر حزيران الماضي حيث نفذ التبادل الأول والذي أخذ
طابع تدريبي في الفترة ما بين الثلاثين من حزيران وحتى العاشر من تموز 2017 بحضور
مجموعة من العاملين في المؤسسات الشبابية من فرنسا بريطانيا وفلسطين حيث كانت
البداية في بلدة نايتن على حدود وويلز في أجواء مميزة وطبيعة البلدة الخلابة
وبضيافة أهلها وكرمهم.
وعلى الرغم من الصعوبات التي
واجهناها من الطرف الفلسطيني في التنقل بين الجسور والمعابر والفترات الطويلة
للسفر على اعتبار ان خط سير رحلتنا كان طويل نسبيا ووصولنا الى مطار في لندن ومن
ثم التنقل الى نايتن، كما وأن عدم تمكن منية جفال من الحضور والمشاركة معنا بسبب
عدم حصولها على الفيزا البريطانية أحدث إرباك كبير في التحضيرات وخذلان للمشاركة
نفسها ولزملائها الا ان مشاركة مجموعتنا كانت إيجابية في معظم الفترات وقيمة لما
حملته من مداخلات ومبادرات أثرت فترة التدريب وعادت بالفائدة على المجموع.
شكل التبادل بداية تعارف جيدة
للمشاركين من المؤسسات الثلاثة خاصة وأنها المرة الأولى لجمعية صداقة كامدن أبوديس
بالعمل مع شركاء آخرون بالإضافة لدار الصداقة للتبادل الشبابي على الرغم من
استقبال الجمعية لعدد من المتطوعين الأوروبيين من خلال شراكات في مشروع التطوع
الاوروربي الا أننا لم نعمل على صعيد التبادل الشبابي مع أي شريك أوروبي من قبل
وقد كانت فرصة جيدة للتعلم أكثر عن عمل المؤسسات الأوروبية في مختلف الدول على هذا
الصعيد ووضع أسس واضحة للعمل المستقبلي في التبادلات الشبابية القادمة في مشروعنا
معاً خاصة وأنه يشمل زيارات الى فرنسا وبريطانيا وفلسطين لمجموعات شبابية من
البلدان الثلاث خلال العام القادم.
أما بخصوص الطابع التدريبي
للزيارة فقد استهل البرنامج والذي إستمر في مرحلة الاولى أربع أيام بمداخلات
تعريفية لمواقع للمؤسسات الشريكة وما يواجهه الشباب في البلدان المختلفة لإطلاع
المجموع على البيئة التي تعمل فيها كل مؤسسة وتهيئة المجال للتعارف أكثر بين
الشركاء وقد شمل هذا الشق من التدريب في بلدة نايتن تركيز أكبر على القضايا الأهم
التي يستهدفها المشروع من إيجاد طرق فعّالة لمحاربة التمييز العنصري والتطرف
ومساندة حقوق الإنسان ورفض الإضطهاد بكل أشكاله، حيث إستفاد المجموع من التجارب
العملية والخبرات الكبيرة التي تتمتع بها المؤسسات الشريكة في مجال العمل مع
القطاعات الشبابية في الدول المختلفة خاصة وأن بيئة وظروف عمل كل مؤسسة تختلف عن
الأخرى فيما تختلف ظروف الحياة للشباب والصعوبات التي يواجهونها في مجتمعاتهم على
الرغم من تشابه القضايا والتي تتعلق بالأساس بالتمييز العنصري والإنتهاكات
المتواترة لحقوقهم الإنسانية.
كما واحتوى برنامج التدريب
على شق تعلمي للمهارات الضرورية للتحضير وقيادة ومتابعة التبادلات الشبابية على
إعتبار ان الحضور هم من سيقوموا بتنظيم وقيادة التبادلات الشبابية المقبلة، حيث
زود المشاركون من المؤسسات الثلاثة بكل ما يلزم من مهارات ومعلومات تتعلق برؤية وأهداف
المشروع والمراحل المختلفة فيه، في برنامج تفاعلي أخذ بعين الإعتبار تجاربهم
السابقة وأتاح لهم الفرصة في المشاركة في وضع تصورات حول كيفية تحقيق التبادلات
المختلفه لأهدافها وأهداف المشروع والنظم والقوانين المتبعة ودور كل قائد ضمن
المجموعة خلال هذة التبادلات وتم نقاش كل ما يلزم من توقيت وشكل ومخرجات كل تبادل
على حدا وكيفية تقييم ومتابعة ما ينتج عن المشروع في المستقبل.
خلال تواجدنا في نايتن وعلى
الرغم من الطبيعة التدريبية للزيارة الا أننا تمكنا من المشاركة في لقاءات
جماهيرية للحديث عن الوضع الراهن في فلسطين في ثلاث مناسبات فقد زارت المجموعة
بلدة تلانيدلوس الولزية وبلدة وسطى الانجليزية بالإضافة الى فعالية في بلدة نايتن
تم خلال هذة الزيارات تنظيم فعاليات عامة على شرف الحضور للتعريف بمشروعنا
والمؤسسات المشاركة فيه وإطلاع الحضور على واقع حقوق الإنسان في فلسطين والإنتهاكات
التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بكل قطاعاته جراء الإحتلال الإسرائيلي.
كما وأتحيت للمجموعة فرصة التمتع
بالأجواء والطبيعة الخلابة لبلدة نايتن وتلانيدلويس وبلدة ووسطى من خلال جولات
للمشي في محميات وغابات هذة البلدات الريفية الرائعة مما شجع الحضور وزاد من
طاقتهم للعمل والإنجاز.
بشكل عام التجربة كانت مفيدة
للجميع مع أن فقدان فرصة لأن تكون هناك زياة تحضيرية للمنسيقين في المؤسسات
الشريكة أثر بشكل كبير على سير عمل التدريب وأوجد فجوات كان من الممكن تداركها لو
تمت زيارة تحضيرية مسبقة خاصة وأنه التعاون الأول مع الشريك الفرنسي، أما عن
البرنامج خلال فترة التدريب فقد كان مقتظ نوعاً ما على الرغم من الأهمية الكبيرة
للمواضيع التي تم نقاشها الا أن طاقة الحضور وعدم تقدير الوقت بالشكل الصحيح أحدث
إرباكات في بعض الأحيان ولم يمكن في بعضها الآخر من إنهاء المواضيع المطروحة ووضع
مخرجات محددة لها مع الإقرار بالفائدة الكبيرة التي عادت على المشاركين في صقل
شخصياتهم وزيادة معرفتهم وخبرتهم.
بعد نهاية الشق الأول من
التدريب توجه المشاركون الى مدينة لندن حيث كانت رحلة طويلة جدا ومعقدة بحكم أزمات
الطرق الخارجية بين المدن مما خلق جو من عدم الإرتياح لدى المشاركين وطرح تساؤلات
حول بعد مكان التدريب والإقامة عن مدينة لندن حيث نفذ الشق الثاني من التدريب. بعد
الوصول الى لندن أقام المشاركون في عدة منازل تعود لأصدقاء ومناصري جمعية صداقة
كامدن أبوديس كانت كلها تقريبا قريبة الى نقاط الالتقاء اليومي ولم نواجه اي مشاكل
في الوصول في الموعد في كل يوم مما ساعد في تجاوز عقبات كنا قد عانينا منها في
مشاريع سابقة تحديداً فيما يتعلق ببعد المسافات وأزمة المواصلات وهذا يحسب
للمنظمين وللأصدقاء ممن شاركوا من بريطانيا حيث عمل كل واحد فيهم على مرافقة
مجموعة من الزوار من والى أماكن سكناهم بشكل يومي، في اليوم الاول للتواجد في لندن
تم تنظيم ورشة عمل حول الإعلام وإستخدام الكاميرا والافلام التسجيلية في توصيل
الفكرة وقد أديرت الورشة من خلال محترف في صناعة الأفلام التسجيلية في مركز دراجن
هوول في لندن، بتصوري ان المهارات التي تم التطرق لها والكيفية العملية التي نظمت
بها ورشة العمل كانت كفيلة بأن تعطي المشاركين المهارات المطلوبة لينقلوها للشباب
في مواقعهم ولينطلقوا من خلالها بمواد ومخرجات مفيدة جداً اذا جرى استخدامها بشكل
ناجع وربطها بآليات عمل المشروع نحو أهدافة في محاربة التطرف والتمييز ومن أجل
رفعة حقوق الإنسان والمساوة.
في اليوم الثاني في لندن كانت
زيارة مؤسسة آكسس تو سبورت مهم وملهمة من حيث الخبرة والإمكانات الكبيرة التي
تتمتع فيها هذة المؤسسة في العمل مع قطاعات الشباب المختلفة من خلال برامج رياضية
وبنيوية وقد كان الهدف من الزيارة التي شاركت فيها المجموعة كاملة التعرف على عمل
المؤسسات الشبابية في لندن وتعريفهم بمشروعنا ودعوتهم للمشاركة معنا. ولم يتسنى في
نفس اليوم لضيق الوقت التحضير وتنظيم فعالية في الشارع حيث كان من المقرر ان نتوجه
كمجموعة للشارع من أجل تسليط ضوء أكبر عن قضايا حقوق الإنسان والتميير ومحارية
العنصرية في فلسطين.
اما عن فعالية اليوم الأخير
فبإعتقادي كانت ناجحة على الرغم من عدم تواجد العدد المطلوب في الحضور لتزامنها مع
فعاليات المعرض الفلسطيني في لندن لكن التحضير وما طرح فيها من نقاشات ومحاضرات
كانت مفيدة للجميع ومهدت لمشروعنا وروجته بالشكل اللائق.
اما عن يوم تدريب طاقم دار
الصداقة فأعتقد أن التحضير له كان جيد لكنه إفتقد للحماسة من قبل المشاركين
لإعتبارات منها الشخصي ومنها بتصوري الطاقة والمكان لم يكتمل التدريب كما خطط له
أتمنى ان يكون في فرص ووقت لاستكمالة مع المشاركين انفسهم او مع اي أحد معني في
الاستمرار بالعمل مع دار الصداقة وأنديتها.
في
النهاية أوجه الشكر الجزيل للمنظمين الذين بذلوا قصار جهدهم في إنجاح هذة الفعالية
ولمن احتضنوا مشروعنا سواء من تقديم بيوتهم والمشاركة في توفير الوجبات وتنظيم
الفعاليات في نايتن ووسطى وتلانيدلوس كل الاحترام لهم جميعاً على حسن الضيافة والشكر
موصول أيضاً لكل من ساعد وساهم في توفير الاحتياجات اليومية من أكل ومواصلات وتنقل
ومرافقة للمشاركين سواء في لندن او خارجها ولن أنسى مضيفينا في لندن من فتحوا
بيوتهم وسخروا وقتهم وامكاناتهم لكل مشاركينا على مدار ايام تواجهم في المدينة
ولكل من استقبلنا في مؤسساتهم ووفر لنا المكان للقاء والوقت والجهد والمعلومة
كما وأشكر كل المشاركين من كل المؤسسات
آملاً بأن يكونوا قد استفادوا من التجربة وبأن تكون لديهم الرغبة في الإستمرار في
فعاليات مشروع معاً القادة